فصل: فصل في أوصاف سقاة أهل الجنة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في ذكر الجنة ونعيمها:

عباد الله وقَدْ سبق ذكر النار وأهوالها، وغمومها وأنكالها وطباقتها، وشراب أهلها وطعامهم، وما إلى ذَلِكَ مِمَّا أعده الله جَلَّ وَعَلا لأهلها من أنواع الْعَذَاب الأليمِ الأبدي السرمدي أعاذنا الله وإياكم وَجَمِيع المسلمين منها، ويقابلها دار أخرى دار قرار ونعيم، وسرور وحبور، وأمن وصحة، وحياة أبدية فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مِمَّا لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، دار جعلها الكريم الرحيم الغافر الجواد الماجد، دار ضيافة يكرم فيها عباده الأخيار الَّذِينَ وفقهم الله لخدمته والْعَمَل بطاعته، ولا تظنن هذه الضيافة فيها محدودة، ولا أن الكرامة فيها تنتهي، بل الكرامة كُلّ ما تحبه وتتمناه أمامك، إن كنت ممن سبقت له من الله الحسنى.
فاستثر الخوف من قلبك، بطول فكرك في أصحاب جهنم، وفي أحوالهم وتقلباتهم، وحسرتهم، وندامتهم على تفريطهم، واذكر طعامهم وشرابهم، وألوان عذابهم وخلودهم، واستثر الرجَاءَ، بطول فكرك فيما أعده الله لأولياءه وأصفيائه في دار كرامته من النَّعِيم الْمُقِيم والعيش السَّلِيم الموعود لأَهْل الْجَنَّة، جعلنا الله وَإِيَّاكَ وَجَمِيع المسلمين ممن يحلها، وسق نفسك بسوط الخوف، وقدها بزمام الرجَاءَ إلى الصراط المستقيم لتنال الملك العَظِيم، وتسلم من الْعَذَاب الأليمِ، وتفكر في قدوم أَهْل الْجَنَّة، وما يلاقون من الحفاوة والتكريم، وما يُقَالُ لَهُمْ عَنْدَ قدومهم.
قال تَعَالَى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} إلى قوله: {وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} بعد أن ذكر جَلَّ وَعَلا أحوال الأشقياء، وما يلاقونه يوم القيامة من الأهوال والكروب والشدائد، أردف ذَلِكَ بذكر أحوال السعداء، وما يلاقونه إذ ذاك من النَّعِيم، وما يُقَالُ لَهُمْ والمراد بالسوق هنا الإسراع بِهُمْ إلى دار الكرامة والرضوان كما يفعل بمن يكرم من الوافدين على بعض الملوك، بخلاف السوق المتقدم في حق الكفار، فإنه طردهم إلى الْعَذَاب والذل والهوان، كما يفل بالمجرم الأسير إذا سيق إلى السجن أو القتل فشتان ما بين السوقين: {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} المعنى أنهم إذا وصلوا إليها وقَدْ فتحت أبوابها لَهُمْ كما تفتح الخدم باب المنزل للضيف عَنْدَ قدومه، وتقف له منتظرة حضوره فرحًا واستبشارًا لقدومه، فرحوا بما أفاء الله عَلَيْهمْ من النَّعِيم، وبما شاهدت أعينهم مِمَّا لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثُمَّ أخبر جَلَّ وَعَلا أن خزنة الْجَنَّة يسلمون على الْمُؤْمِنِين، فَقَالَ عز من قائل: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} فبدؤهم بالسلام، التضمن للسلامة من كل شر ومكروه أي سلمتم فلا يلقكم بعد اليوم ما تكرهون ثم قالوا لهم: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.
أي سلامتكم ودخولكم بطيبكم، فإن الله حرمها إِلا على الطيبين، فبشروهم بالسلامة والطيب، والدخول والخلود، ثُمَّ أخبر عما يقوله المؤمنون إذا عاينوا ذَلِكَ النَّعِيم الْمُقِيم والعطاء الجزيل بعد دخولهم واستقرارهم، حامدين لله على ما أولاهم ومن به عَلَيْهمْ وهداهم له: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء} ونحو هذه الآيَة: {وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ}.
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ إيماننا بك ومحبتك في قلوبنا ثبوت الجبال الراسيات واعصمنا يا مولانَا مِنْ جَمِيعِ الموبقات ووفقنا للعمل بالباقيات الصالحات وارفع منازلنا في فسيح الجنات وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم يا حكيم يا عليم يا حي يا قيوم وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
قال ابن القيم:
أَبْوَابُهَا حَقُّ ثَمَانِيَةٌ أَتَتْ ** فِي النَّصِّ وَهِيَ لِصَاحِبِ الإِحْسَانِ

بَابُ الْجِهَادِ وَذَاكَ أَعْلاهَا وَبَا ** بُ الصَّوْمِ يُدْعَى الْبَابُ بِالرَّيَّانِ

وَلِكُلِّ سَعْيٍ صَالِحٍ بَابُ وَرَ ** بُ السَّعْيِ مِنْهُ دَاخِلٌ بِأَمَانِ

وَلَسَوْفَ يُدْعَى الْمَرْءُ مِنْ أَبْوَابِهَا ** جَمْعًا إِذَا وَافَى حُلَى الإِيمَانِ

مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ هُوَ الصِّدِّيقُ ذَا ** كَ خَلِيفَةُ الْمُبْعُوثِ بِالْقُرْآن

وتفكر في وجوه أَهْل الْجَنَّة التي أخبر الله عَنْهَا بقوله: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} أي بهاءه ونضارته ورونقه فإن توالي اللذات والمسرات والأفراح يكسب الوجه نورًا وحسنًا، وبهجة وإشراقًا، تبرق منه أسارير الوجه.
ثُمَّ أخبر جَلَّ وَعَلا عما يسقاه الأَبْرَار من الشراب الطيب اللذيذ، فَقَالَ: {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ} الرحيق من أسماء الخمر. قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والحسن، وقتادة، وابن زيد. وَقَالَ الإمام أَحَمَد: حدثنا حسن حدثنا زهير عن سعيد عن أبي المحاصر الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري أراه قَدْ رفعه إلى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أيما مُؤْمِن سقى مؤمنًا شربة ماء على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مُؤْمِن أطعم مؤمنًا على جوع أطعمه الله من ثمار الْجَنَّة، وأيما مُؤْمِن كسا مؤمنًا ثوبًا على عُرْيٍ كساه الله من خضر الْجَنَّة»، وقوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} أي خلطه مسك.
وعن أبي الدرداء: هُوَ شراب أبيض مثل الفضة، يختمون به شرابهم، ولو أن رجلاً من أَهْل الدُّنْيَا أدخل أصبعه فيه ثُمَّ أخرجها، لم يبق ذو روح إِلا وَجَدَ طيبها، وقوله: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المعنى- وَاللهُ أَعْلَمُ- وفي مثل هَذَا الحال فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله، وليتفاخر المتفاخرون، وليتباهى المتباهْوَن، ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون، كقوله تَعَالَى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ}، وقوله: {وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} المعنى أن هَذَا الشراب الموصوف المختوم بالمسك: يفض ختمه، ثُمَّ يمزج بشَيْء من هذه العين المسماة: {تَسْنِيمٍ} التي: {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} وَهُوَ أشرف شراب أَهْل الْجَنَّة وأعلاه، قاله أبو صالح، والضحاك. ولهَذَا قال: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} أي يشربها المقربون، وقيل: يشرب منها المقربون، وَقَالَ تَعَالَى: {وَيُطَافُ عَلَيْهمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَأَنْتَ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً} بعد ما أخبر جَلَّ وَعَلا أنه وقاهم شر ذَلِكَ اليوم، فلا يحزنهم الفزع الأكبر، وأنه لقاهم نضرة في وجوههم، وَسُرُورًا في قُلُوبهمْ، فجمَعَ لَهُمْ بين النَّعِيم الظاهر، والنَّعِيم الباطن، وأنه: {جَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}، وأنهم في جلسة مريحة مطمئنة، والجو حولهم رخاء ناعم، دافئ في غير حر نَدِيِ، في غير برد، فلا شمس تلهب، ولا برد يقرس، وقريبة أغصانها وثمارها من مريدها يناله قاعدًا أو قائمًا، أخبر عما يدور به الولدان والخدم، من الطعام والشراب الَّذِي عَلَى قَدْرِ ريهم، لا يزيد عَنْهُ ولا ينقص، قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ واصفًا لطعامهم وشرابهم:
وَطَعَامُهُمْ مَا تَشْتَهِيهِ نُفُوسُهُمْ ** وَلُحُومُ طَيْرٍ نَاعِمٍ وَسِمَانِ

وَفَوَاكِهٌ شَتَّى بِحَسْبِ مُنَاهُمُ ** يَا شِبْعَة كَمُلَتْ لِذِي الإِيمَانِ

لَحْمٌ وَخَمْرٌ وَالنِّسَا وَفَوَاكِهٌ ** وَالطِّيبُ مَعْ رُوحٍ وَمَعْ رَيْحَانِ

وَصِحَافُهُمْ ذَهَبٌ تَطُوفُ عَلَيْهِمْ ** بِأَكَفِّ خُدَّامٍ مِن الْوِلْدَانِ

وَانْظُرْ إِلَى جَعْلِ اللَّذَاذَةِ لِلْعُيُو ** نِ وَشَهْوَةٍ لِلنَّفْسِ فِي الْقُرْآنِ

لِلْعَيْنِ مِنْهَا لَذَّةٌ تَدْعُو إِلَى ** شَهَوَاتِهَا بِالنَّفْسِ وَالأَمْرَانِ

سَبَبُ التَّنَاوُلِ وَهُوَ يُوجِبُ لَذَّةً ** أُخْرَى سِوَى مَا نَالَتِ الْعَيْنَان

اللَّهُمَّ ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب الْعَمَل الَّذِي يقربنا إلى حبك، اللَّهُمَّ ثَبِّتْ إيماننا ثبوت الجبال الراسيات ووفقنا للعمل بالباقيات الصالحات واعصمنا يا مولانَا عن المحرمَاتَ والمشتبهات واغفر لنا جَمِيع الخطايا والزلات وافتح لدعائنا باب القبول والإجابات يا أجود الأجودين.
اللَّهُمَّ امنن عَلَيْنَا بإصلاح عيوبنا واجعل التقوى زادانَا وفي دينك اجتهادنا وعَلَيْكَ توكلنا واعتمادنا، وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
فصل:
وَقَالَ تَعَالَى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ} هَذَا الكلام استئناف مسوق لشرح محاسن الْجَنَّة الموعود بها الْمُؤْمِنِين وبيان كيفية أنهارها التي أشير إليها وأنها تجري من تحتهم، فَقَالَ- مفسرًا لذَلِكَ: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ} أي غير متغيرة الطعم والريح واللون، بل هُوَ أعذب المياه وأصفاها، وأطيبها وألذها شربًا والثاني: {وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} لا بحموضة ولا غيرها.
الثالث: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ} لم تدنسها الأرجل، ولم تكدرها الأيدي، ولَيْسَ فيها كراهة طعم ولا ريح ولا غائلة سكر، بل يلتذ شاربها لذة عظيمة، لا كخمر الدُّنْيَا التي يكره مذاقها، وتصدع الرأس، وتزيل العقل.
والرابع: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} أي قَدْ صفي عن القذى والوسخ، وما يكون في عسل الدُّنْيَا قبل تصفيته من الشمَعَ، وفضالات النحل وغيرها، وبدئ بالماء لأنه لا يستغنى عَنْهُ في الدُّنْيَا، ثُمَّ باللبن لأنه يجري مجرى الطعام لكثير من الْعَرَب في غالب أوقاتهم، ثُمَّ بالخمر، لأنه إذا حصل الري والشبع تشوَقْت النفس لما يستلذ به، ثُمَّ بالعسل لأن فيه الشفاء في الدُّنْيَا مِمَّا يمرض من المطعوم والمشروب.
الخامس: {وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَرَاتِ} أي ولهم في الْجَنَّة أنواع من الثمار المختلفة الطعوم والروائح والأشكال، من نخيل وأعناب، وتفاح ورمان وتين وغير ذَلِكَ، مِمَّا لا نظير له في الدُّنْيَا: وَقَالَ ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في شراب أَهْل الْجَنَّة:
يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذِ شُرْبُهَا ** بِالْمِسْكِ أَوَّلَهُ كَمِثْلِ الثَّانِي

مَن خَمْرَةٍ لَذَّتْ لِشَارِبِهَا بِلا ** غَوْلٍ وَلا دَاءٍ وَلا نُقْصَانِ

وَالْخَمْرُ فِي الدُّنْيَا فَهَذَا وَصْفُهَا ** تَغْتَالُ عَقْلَ الشَّارِبِ السَّكْرَانِ

وَبِهَا مِن الأَدَّوَاءِ مَا هِيَ أَهْلُهُ ** وَيُخَافُ مِنْ عَدَمِ لِذِي الْوِجْدَانِ

فَنَفَى لَنَا الرَّحْمَنُ أَجْمَعَهَا عَنْ الْـ ** ـخَمْر الَّتِي فِي جَنَّةِ الْحَيَوَانِ

وَشَرَابُهُمْ مِنْ سَلْسَبِيلِ مَزْجُهُ الْـ ** ـكَافُورُ ذَاكَ شَرَابُ ذِي الإِحْسَانِ

هَذَا شَرَابُ أُولِي اليمِين وَلَكِنْ الْـ ** أَبْرَارُ شُرْبُهُمْ شَرَابُ ثَانِي

يُدْعَى بِتَسْنِيمٍ سَنَامُ شَرَابِهِمْ ** شُرْبٌ الْمُقَرَّبِ خِيرَةِ الرَّحْمَنِ

صَفَّى الْمُقَرَّبُ سَعْيَهُ فَصَفَا لَهُ ** ذَاكَ الشَّرَابُ فَتِلْكَ تَصْفِيَتَانِ

لَكِنَّ أَصْحَابَ الْيَمينِ فَأَهْلُ مَزْ ** جٍ بِالْمُبَاحِ وَلَيْسَ بِالْعِصْيَانِ

مُزِجَ الشَّرَابُ لَهُمْ كَمَا مَزَجُوا هُمُ ** أَعْمَالَ ذَاكَ الْمَزْجُ بِالْمِيزَانِ

هَذَا وَذُو التَّخْلِيطِ مَزْجًا أَمْرُهُ ** وَالْحُكْمُ فِيهِ لِرَبِّنَا الدَّيَّانُ

اللَّهُمَّ اكتب في قلوبنا الإِيمَان وأيدنا بنور منك يا نور السماوات والأَرْض اللَّهُمَّ وافتح لدعائنا باب القبول والإجابة، واغفر لنا بِرَحْمَتِكَ الواسعة إنك أَنْتَ الغفور الرحيم، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

.فصل في أوصاف سقاة أهل الجنة:

قال تَعَالَى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثُمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً} بعد أن ذكر جَلَّ وَعَلا وصف أواني مشروبهم، ووصف مشروبهم، ذكر أوصاف السقاة الَّذِينَ يسقونهم ذَلِكَ الشراب، وأنهم ولدان من ولدان الْجَنَّة، يأتون على ما هم عَلَيْهِ من الشباب والطراوة والنظارة، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا تضعف أجسامهم عن الخدمة، وإنك إذا رَأَيْت هؤلاء الولدان خلتهم لحسن ألوانهم، ونضارة وجوههم لؤلؤًا منثورًا، ولما ذكر جَلَّ وَعَلا نعيم أَهْل الْجَنَّة، ذكر أن هناك أمور عالية عظيمة، يعني في الْجَنَّة وسعتها وارتفاعها، وما فيها من المساكن، والغرف المزينة المزخرفة، مِمَّا لا يدركه الوصف، ولديه من البساتين الزاهرة، والثمار الدانية، والفواكه الشهية، ولحوم الطيور الطرية، والأنهار التي قال الله جَلَّ وَعَلا عَنْهَا: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَرَاتِ}.
وَقَالَ في سورة الواقعة- مخبرًا عما هم فيه من النَّعِيم وأنهم مخدومون في شرابهم وطعامهم، مكفيون مؤنة ما يريدون: {يَطُوفُ عَلَيْهمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ} وبعد وصف الشراب، وصف جَلَّ وَعَلا الطعام، فَقَالَ: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} ثُمَّ بعد ذكر الطعام والشراب ذكر نساءهم فَقَالَ: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}.
ثُمَّ ذكر السبب في متعتهم بكل هَذَا النَّعِيم فَقَالَ: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فكما حسنت مِنْهُمْ الأعمال، أحسن الله لَهُمْ الجزاء، ووفر لَهُمْ الفوز والنَّعِيم، فجازاهم على ما عملوا وأثابهم بما كسبوا في الدُّنْيَا، وزكوا به أنفسهم من صالح الأعمال، ونصبوا له بأداء فرائضه على أتم الوجوه وأكملها، فهم كَانُوا قوامين الليل، صوامين النَّهَارَ: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.
وَأَهْوَى مِنَ الْفِتْيَانِ كُلَّ مُوَحِّدٍ ** مُلازَمِ ذِكْرِ اللهِ فِي كُلِّ سَاعَةِ

لَهُ عِفَّةٌ عَنْ كُلِّ فِعْلٍ مُحَرَّمٍ ** وَذُو رَغْبَةٍ فِيمَا يُؤَدِّي لِجَنَّة

وبعد أن وصف نساءهم وصف جَلَّ وَعَلا حديثهم حينئذٍ فَقَالَ: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً}، أي: لا يسمعون في الْجَنَّة اللغو أي الهراء من الْحَدِيث، ولا هجر القول، ما تتقزز منه النُّفُوس الراقية، ذات الأَخْلاق العالية ولا يسمعون كلامًا يؤثم صاحبه، ولكن يسمعون أطيب الكلام وَهُوَ التسليم من بَعْضهمْ على بعض، وَذَلِكَ أنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إِلا كُلّ طيب، وهَذَا دَلِيل على حسن أدب أَهْل الْجَنَّة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب السَّلام، وسامي الكلام، مِمَّا يستساغ، كما قال تَعَالَى: {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ثُمَّ بعد أن ذكر حال السابقين وبين مالهم من نعيم مقيم في جنات النَّعِيم، أردف ذَلِكَ بذكر أصحاب اليمين فَقَالَ: {وَأَصْحَابُ اليمين مَا أَصْحَابُ اليمين * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لِّأَصْحَابِ اليمين}. ففيها كُلّ ما تشتهيه النُّفُوس، وتلذ الأعين به، من مطاعم ومشارب، وملابس ومناكح، ومناظر حسنة، ويرى فيها الأشجار الملتفة، والمباني المزخرفة، ويرى فيها الرياض المعجبة، والطيور المطربة المشجية، ما يأخذ بالقُلُوب، ويسر النُّفُوس ويفرحها، وتجد الواحد عنده من الزوجات اللآتي في غاية الجمال، الجامعات لجمال الظاهر والباطن، اللآتي قال الله عنهم: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} ما يملأ الْقَلْب سرورًا ولذة وفرحًا، وعنده من الخدم والغلمان المخلدين ما به تحصل الرَّاحَة وَالطُّمَأْنِينَة والأُنْس، وتتم به لذة العيش، وتكمل به الغبطة، وفوق ذَلِكَ رضى بديع السماوات والأَرْض، وسماع كلامه، ولذة القرب منه، والابتهاج والسرور برضاه، والخلود الدائم الأبدي، الخالي من المكدرات والمنغصات، وتزايد ما هم فيه من النَّعِيم الْمُقِيم، والعيش السَّلِيم، كُلّ وَقْت وحين، قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ- في صفة عرائس الْجَنَّة، وحسنهن وجمالهن، ولذة وصالهن ومهورهن:
يا مَنْ يَطُوفُ بِكَعْبَةِ الْحُسْنِ الَّتِي ** حُفَّتْ بِذَاكَ الْحِجْرِ وَالأَرْكَانِ

وَيَظَلُّ يَسْعَى دَائِمًا بَيْنَ الصَّفَا ** وَمُحَسِّرٌ مَسْعَاهُ لا الْعَلَمَانِ

وَيَرُومُ قُرْبَانَ الْوِصَالِ عَلَى مِنَى ** وَالْخَيْفُ يَحْجِبُهُ عَنِ الْقُرْبَانِ

فَلِذَا تَرَاهُ مُحْرِمًا أَبَدًا وَمَوْ ** ضِعُ حِلِّهِ مِنْهُ فَلَيْسَ بِدَانِي

يَبْغِي التَّمَتُعَ مُفْرَدًا عَنْ حِبِّهِ ** مُتَجَرِّدًا يَبْغِي شَفِيعَ قِرَانِ

فَيَظَلُّ بِالْجَمَرَاتِ يَرْمِي قَلْبَهُ ** هَذِي مَنَاسِكُهُ وَكُلُّ زَمَانِ

وَالنَّاسُ قَدْ قَضَّوْا مَنَاسِكَهُمْ وَقَدْ ** حَثُوا رَكَائِبَهُمْ إِلَى الأَوْطَان

وَخَدَتْ بِهِمْ هِمَمٌ لَهُمْ وَعَزَائِمُ ** نَحْوَ الْمَنَازِلَ أَوَّلَ الأَزْمَانِ

رُفِعَتْ لَهُمْ فِي السَّيْرِ أَعْلامُ الْوِصَا ** لِ فَشَمِّرُوا يَا خَيْبَةَ الْكَسْلانِ

وَرَأَوا عَلَى بُعْدٍ خِيَامًا مُشْرِفَا ** تٍ مُشْرِقَاتِ النُّورِ وَالْبُرْهَانِ

فَتَيَمَّمُوا تِلْكَ الْخِيَامَ فَآنَسُوا ** فِيهِنَّ أَقْمَارًا بِلا نُقْصَانِ

مِنْ قَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لا تَبْغِي سِوَى ** مَحْبُوبِهَا مِنْ سَائِرِ الشُّبَّانِ

قَصَرَتْ عَلَيْهِ طَرْفَهَا مِنْ حُسْنِهِ ** وَالطَّرْفُ فِي ذَا الْوَجْهِ لِلنَّسْوَانِ

أَوْ أَنَّهَا قَصَرَتْ عَلَيْهِ طَرْفَهُ ** مِنْ حُسْنِهَا فَالطَّرْفُ لِلذُّكْرَانِ

وَالأَوَّلُ الْمَعْهُودُ مِنْ وَضْعِ الْخِطَا ** بِ فَلا تَحُدْ عَنْ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ

وَلَرُبَّمَا دَلَّتْ إِشَارَتُه عَلَى الثَّـ ** ـانِي فَتِلْكَ إِشَارَةٌ لِمَعَانِي

هَذَا وَلَيْسَ الْقَاصِرَاتُ كَمَنْ غَدَتْ ** مَقْصُورَةً فَهُمَا إِذًا صِنْفَان

يَا مُطْلِقَ الطَّرْفِ الْمُعَذَّبِ فِي الأُلَى ** جُرِّدْنَ عَنْ حُسْنٍ وَعَنْ إِحْسَانِ

لا تَسْبِينَّكَ صُورَةٌ مِنْ تَحْتِهَا الدَّ ** اءُ الدَّفِينُ تَبُوءُ بِالْخُسْرَانِ

قَبُحَتْ خَلائِقُهَا وَقُبِّحَ فِعْلُهَا ** شَيْطَانَةٌ فِي صُورَةِ الإِنْسَانِ

تَنْقَادُ لِلأَنْذَالِ وَالأَرْذَالِ هُمْ ** أَكْفَاؤُهَا مِنْ دُونِ ذِي الإِحْسَانِ

مَا ثُمَّ مِنْ دِينٍ وَلا عَقْلٍ وَلا ** خُلُقٍ وَلا خَوْفٍ مِن الرَّحْمَنِ

وَجَمَالُهَا زُورٌ وَمَصْنُوعٌ فَإِنْ ** تَرَكْتُهُ لَمْ تَطْمَح لَهَا الْعَيْنَانِ

طُبِعَتْ عَلَى تَرْكِ الْحِفَاظِ فَمَا لَهَا ** بِوَفَاءِ حَقِّ الْبَعْلِ قَطُ يَدَانِ

إِن قَصَّرَ السَّاعِي عَلَيْهَا سَاعَةً ** قَالَتْ وَهَلْ أَوْلَيْتَ مِنْ إِحْسَانِ

أَوْ رَامَ تَقْوِيمًا لَهَا اسْتَعْصَتْ وَلَمْ ** تَقْبَلَ سِوَى التَّعْوِيجِ وَالنُّقْصَانِ

أَفْكَارُهَا فِي الْمَكْرِ وَالْكيدِ الَّذِي ** قَدْ حَارَ فِيهِ فِكْرَةُ الإِنْسَانِ

فَجَمَالُهَا قِشْرٌ رَقِيقٌ تَحْتَهُ ** مَا شِئْتَ مِنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ

نَقْدٌ رَدِيءٌ فَوْقَهُ مِنْ فِضَّةٍ ** شَيْءٌ يُظَنُّ بِهِ مِنْ الأَثْمَانِ

فَالنَّاقِدُونَ يَرَوْنَ مَاذَا تَحْتَهُ ** وَالنَّاسُ أَكْثَرْهُم مِن الْعُمْيَانِ

أَمَّا جَمِيلاتُ الْوُجُوهِ فَخَائِنَا ** تُ بُعُولَهنَّ وَهُنَّ لِلأَخْدَانِ

وَالْحَافِظَاتُ الْغَيْبِ مِنْهُنَّ الَّتِي ** قَدْ أَصْبَحَتْ فَرْدًا مِنْ النّسْوَانِ

فَانْظُرْ مَصَارِعَ مَنْ يَلِيكَ وَمَنْ خَلا ** مِنْ قَبْلُ مِن شَيْبٍ وَمِنْ شُبَّانِ

وَارْغَبْ بِعَقْلِكَ أَنْ تَبِيعَ الْغَالِي الْـ ** بَاقِي بِذَا الأَدْنَى الَّذِي هُوَ فَانِي

إِنْ كَانَ قَدْ أَعْيَاكَ خُودٌ مِثْلَ مَا ** تَبْغِي وَلَمْ تَظْفَرْ إِلَى ذَا الآنِ

فَاخْطُبْ مِنَ الرَّحْمَنِ خُودًا ثُمَّ قَدِّ ** مْ مَهْرَهَا مَا دُمْتَ ذَا إِمْكَانِ

ذَاكَ النِّكَاحُ عَلَيْكَ أَيْسَرُ إِنْ يَكُنْ ** لَكَ نِسْبَةٌ لِلْعِلْمِ وَالإِيمَانِ

وَاللهِ لَمْ تُخْرَجْ إِلَى الدُّنْيَا لِلَّذْ ** ةِ عَيْشِهَا أَوْ لِلْحُطَامِ الْفَانِي

لَكِنْ خَرَجْتَ لِكَيْ تُعِدَّ الزَّادَ لِلْـ ** أُخْرَى فَجِئْتَ بِأَقْبَحِ الْخُسْرَانِ

أَهْمَلْتَ جَمْعَ الزَّادِ حَتَّى فَاتَ بَلْ ** فَاتَ الَّذِي أَلْهَاكَ عَنْ ذَا الشَّانِ

وَاللهِ لَوْ أَنَّ الْقُلُوبَ سَلِيمَةٌ ** لِتَقَطَّعَتْ أَسَفًا مِن الْحُرْمَانِ

لَكِنَّهَا سَكَرَى بِحُبِّ حَيَاتِهَا الدُّ ** نْيَا وَسَوْفَ تَفِيقُ بَعْدَ زَمَان

اللَّهُمَّ ثَبِّتْ محبتك في قلوبنا ثبوت الجبال الراسيات وجنبنا الخطايا والذُّنُوب الموبقات ووفقنا للعمل بالباقيات الصالحات وألهمنا ذكرك في جَمِيع الأوقات وزحزحنا عن النار وأدخلنا فسيح الجنات يا رفيع الدرجات.
اللَّهُمَّ أعنا على ذكرك وحسن عبادتك، وتلاوة كتابك، وَاجْعَلْنَا مِنْ حزبك المفلحين، وأيدنا بجندك المنصورين. وارزقنا مرافقة الَّذِينَ أنعمت عَلَيْهمْ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.